الأحد، 22 ديسمبر 2013

" الهبــة الحضرميــة ومحاولات الإجهاض المبكــــر "

صورة: ‏مقــال  " الهبــة الحضرميــة ومحاولات الإجهاض المبكــــر "
المكلا اليوم/ محمد ناصر بن علي جابر
كان الســــوفييـت في الحــــرب العــــالمية الثــــانية يواجهــون عويــل الريــح بغنــاء كلمــاته :
" إذا فقــــد الجنــــدي ســــاقيه في الحرب .. يستطيع معــــانقة الأصدقــاء
إذا فقــــد يديــــه .. يستطيـع الرقــــص في الأفــراح
وإذا فقد عينيــــه .. يستطيـع سمــاع موسيقـى الوطــن
وإذا فقــــد سمعـه .. يستطيع التمتع برؤيــــة الأحبــة
وإذا فقــــد الإنسـان كل شـئ .. يستطيــع الاستلقـــاء على أرض وطــــنه
أما إذا فقــــد أرض وطــــنه .. فماذا بمــــقدوره أن يفــــعل؟!  "

     لن يفــــهمها من لا يعتــــرفون بمفــــهوم الوطــــن !
      كثــير من الدهمــاء وموائــع الفكــر والسياســة يفــردون أجنحتهــم فـي فضــاء التضليـــل وسمـاء التغريــب لا يدركــون كثيــرا مما تقــرره وطنيــات المجتمع وحقــوقــه المشــروعـة حيــث وردتنــي العديــد مـن نبــوءات الخـراب الزاحــف نحــو وطــن السلام ( حضرمـوت ) عبـر رسائــل وطـرود لا تعبــر رسالتهــا عن رسولهــا ولا يستوفــي مدادهــا مادتهــا ليــس فيهـا غيـر شــق الجيـوب ولطـم الخـدود ولعـن الجـدود وجاهليــة لم يعرفها الفكـر العربـي يومــا وكأني بهـم الصارخ في وجــه الطوفـان كمـا جاء في الملحمــة البابليــة القديمـة عاجـزون عـن تقديـــم حـلول ومبـادرات تحفـظ للقــرار القبـلي كرامتــه وتعيــر المخـاوف المحتملــة اهتمـاما وتضـع لها اعتبــارا وتــرعى سلامــة الوطـن والمواطـن !
     حضــرموت باتـت فـي وضــع شائكـ يحتــاج إلى التفــاف شعبــوي ونخبــوي دون المســاس بثوابتـــه الوطنيــة أو التشكيــكـ في نوايــاه التحرريـــة المتجردة علـى أن يكــون هذا الاصطفــاف نوعيــا لما يحمــله من خصـوصيــة الزمان والمكــان وآليــة التغييــــر !
      لا يمــل العاثرون في مســالك الفكـر القومـي والوطنـــي عــن النقــب في ســـده المنيـع وقوامـــه الصـادح بـ الحريــة والفـداء يضرمـون في أجنابــه نـار الوهــن والثلب ونســوا أن النــار تزداد بالنــار اشتعــالا (( حتى إذا جعلـه نارا قال آتوني أفــرغ عليــه قطـرا () فما اسطاعوا أن يظهـروه وما استطاعوا لــه نقبــا () ))
       يقــف البعض طاعنــا في شرعيــة الدعوى وآخــرون ينصبـون عقيرتهـم بالتهويــل والعويــل والخــوف مـن شفاعــة الشيطان وعرائــس الدم  دون أن يشاركـوا فـي صياغــة ميثــاق وطنــي وأهلـي يحفـظ الحـق العــام والخــاص ويقطـع الطريـق أمـام مـن أسموهــم " دسائــس الدولـة العميقــة " . .  وهكـذا دائمــا حيـن ترغـب في إحداث جلبــة عارمــة فما عليــكـ سـوى جلـب السفهاء والطبـول !

      " المتــأني في عــلاج الداء بعـد معرفـة الدواء كالمتأني في اطفــاء النــار وقـد أخذت بحواشــي ثوبــه " هـذه الثقافــة الآنيــة تخــلص إلى فكــر سياسـي وإداري هـام مادتــه لحظيــة التفكيــر وألمعيــة التدبيــر يحمــل صاحبــه على الخلاص مـن فوبيــا الحســم ونفــاذيـة القــرار وتجعلـه أكثــر واقعيــة وأجـدر مثاليــة في معالجــة المتغيــرات وفـرز الأحداث العارضــة, لذلك فقــه الكثيــر من النخـب أن ما يجــري في حضـرموت حالـة استثنائية لا تـولـد فـي عصـر مرتيــن وأن عليهــم توجيههــا وتعبيــد مسالكهــا وتغليـب ثورتهــا وشرعيتهــا لا أن يخمـدوا جذوتهــا ويكســروا قناتهــا لأن القبيـلة الحضرميــة هـي ما تبقــــى لــدى أبنـاء هـذا الوطــن بعــد فشــل الكيانات الحزبيــة والحقوقيـــة فــي تمثيـل قضيتـه !
       لــم يعـد الكـلام فـي هذا ذا جــدوى وحضــرموت على مشــارف مرحلــة جديــدة تتطــلب وعيــا نقيــا وعقـلا رصينـا وعزمــا فتيــا وحراكــا مزلزلا وحصانـا متينــا وإيمانــا عميقــا وابتهالا علويـــا وإجماعـا شعبيــا .. لك الله يـا وطـــن !
اختـم مقالــي بهذا البيـت الحمينـــي من التراث الحضـرمي الجميـل :
يـا حضـرمـي شــوّق لحضـرموتـكْ  **  شـوِّق لــقـرع الشــول لا يفـوتــكْ‏مقــال " الهبــة الحضرميــة ومحاولات الإجهاض المبكــــر "
المكلا اليوم/ محمد ناصر بن علي جابر
كان الســــوفييـت في الحــــرب العــــالمية الثــــانية يواجهــون عويــل الريــح بغنــاء كلمــاته :
" إذا فقــــد الجنــــدي ســــاقيه في الحرب .. يستطيع معــــانقة الأصدقــاء
إذا فقــــد يديــــه .. يستطيـع الرقــــص في الأفــراح
وإذا فقد عينيــــه .. يستطيـع سمــاع موسيقـى الوطــن
وإذا فقــــد سمعـه .. يستطيع التمتع برؤيــــة الأحبــة
وإذا فقــــد الإنسـان كل شـئ .. يستطيــع الاستلقـــاء على أرض وطــــنه

أما إذا فقــــد أرض وطــــنه .. فماذا بمــــقدوره أن يفــــعل؟! "

لن يفــــهمها من لا يعتــــرفون بمفــــهوم الوطــــن !
كثــير من الدهمــاء وموائــع الفكــر والسياســة يفــردون أجنحتهــم فـي فضــاء التضليـــل وسمـاء التغريــب لا يدركــون كثيــرا مما تقــرره وطنيــات المجتمع وحقــوقــه المشــروعـة حيــث وردتنــي العديــد مـن نبــوءات الخـراب الزاحــف نحــو وطــن السلام ( حضرمـوت ) عبـر رسائــل وطـرود لا تعبــر رسالتهــا عن رسولهــا ولا يستوفــي مدادهــا مادتهــا ليــس فيهـا غيـر شــق الجيـوب ولطـم الخـدود ولعـن الجـدود وجاهليــة لم يعرفها الفكـر العربـي يومــا وكأني بهـم الصارخ في وجــه الطوفـان كمـا جاء في الملحمــة البابليــة القديمـة عاجـزون عـن تقديـــم حـلول ومبـادرات تحفـظ للقــرار القبـلي كرامتــه وتعيــر المخـاوف المحتملــة اهتمـاما وتضـع لها اعتبــارا وتــرعى سلامــة الوطـن والمواطـن !
حضــرموت باتـت فـي وضــع شائكـ يحتــاج إلى التفــاف شعبــوي ونخبــوي دون المســاس بثوابتـــه الوطنيــة أو التشكيــكـ في نوايــاه التحرريـــة المتجردة علـى أن يكــون هذا الاصطفــاف نوعيــا لما يحمــله من خصـوصيــة الزمان والمكــان وآليــة التغييــــر !
لا يمــل العاثرون في مســالك الفكـر القومـي والوطنـــي عــن النقــب في ســـده المنيـع وقوامـــه الصـادح بـ الحريــة والفـداء يضرمـون في أجنابــه نـار الوهــن والثلب ونســوا أن النــار تزداد بالنــار اشتعــالا (( حتى إذا جعلـه نارا قال آتوني أفــرغ عليــه قطـرا () فما اسطاعوا أن يظهـروه وما استطاعوا لــه نقبــا () ))
يقــف البعض طاعنــا في شرعيــة الدعوى وآخــرون ينصبـون عقيرتهـم بالتهويــل والعويــل والخــوف مـن شفاعــة الشيطان وعرائــس الدم دون أن يشاركـوا فـي صياغــة ميثــاق وطنــي وأهلـي يحفـظ الحـق العــام والخــاص ويقطـع الطريـق أمـام مـن أسموهــم " دسائــس الدولـة العميقــة " . . وهكـذا دائمــا حيـن ترغـب في إحداث جلبــة عارمــة فما عليــكـ سـوى جلـب السفهاء والطبـول !

" المتــأني في عــلاج الداء بعـد معرفـة الدواء كالمتأني في اطفــاء النــار وقـد أخذت بحواشــي ثوبــه " هـذه الثقافــة الآنيــة تخــلص إلى فكــر سياسـي وإداري هـام مادتــه لحظيــة التفكيــر وألمعيــة التدبيــر يحمــل صاحبــه على الخلاص مـن فوبيــا الحســم ونفــاذيـة القــرار وتجعلـه أكثــر واقعيــة وأجـدر مثاليــة في معالجــة المتغيــرات وفـرز الأحداث العارضــة, لذلك فقــه الكثيــر من النخـب أن ما يجــري في حضـرموت حالـة استثنائية لا تـولـد فـي عصـر مرتيــن وأن عليهــم توجيههــا وتعبيــد مسالكهــا وتغليـب ثورتهــا وشرعيتهــا لا أن يخمـدوا جذوتهــا ويكســروا قناتهــا لأن القبيـلة الحضرميــة هـي ما تبقــــى لــدى أبنـاء هـذا الوطــن بعــد فشــل الكيانات الحزبيــة والحقوقيـــة فــي تمثيـل قضيتـه !
لــم يعـد الكـلام فـي هذا ذا جــدوى وحضــرموت على مشــارف مرحلــة جديــدة تتطــلب وعيــا نقيــا وعقـلا رصينـا وعزمــا فتيــا وحراكــا مزلزلا وحصانـا متينــا وإيمانــا عميقــا وابتهالا علويـــا وإجماعـا شعبيــا .. لك الله يـا وطـــن !
اختـم مقالــي بهذا البيـت الحمينـــي من التراث الحضـرمي الجميـل :
يـا حضـرمـي شــوّق لحضـرموتـكْ ** شـوِّق لــقـرع الشــول لا يفـوتــكْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق